لغة ورموز:


قل لي ماذا تلبس أقل لك من أنت! هذه المقولة الشهيرة يمكنها أن تضيف إليها أننا من الممكن أن نعرف أيضا هوية صاحب الزي ومكانته الاجتماعية وسنه وثقافته أيضا، فلكل بلد زي مختلف يعبر عن ثقافته وتاريخه ولكن الآن لم يعد لكل بلد زيه المتعارف عليه بنفس الصورة التي كانت في الماضي فالعالم اليوم أصبح متواصلاً، فعلى سبيل المثال استبدل اليابانيون الكيمونو بالجينز أحيانا وخلعت السيدة الهندية ساريها الهندي المطرز واكتفت بارتدائه في المناسبات.


وقديما كان لكل سن زيه المختلف المميز أما الآن فإن الأطفال أو الشباب صارت أزياؤهم تختلف كثيراً عن أزياء الكبار، وأصبح الكل يرتدي "الكاجوال وير" أو الملابس الصباحية البسيطة وفي بعض البلاد يرتدي النساء والرجال زياً موحداً ولكن ذلك مرفوض في الشرق حيث إن لكل . زيه الخاص لاختلاف دور الرجل عن المرأة.
إن الأزياء والملابس تعتبر كاللغة المليئة بالرموز، فهي تحكي تاريخ البشر من البداية وحتى الآن. فبالإضافة إلى أن الزي يميز المكانة الاجتماعية لصاحبه فإنه أيضا يوضح وظيفته.
في زمن مضى كانت السيدات الساقطات يرتدين ملابس معينة تميزهن، كما كان للملوك أيضا أزياؤهم المميزة. فالزي الملكي هو دليل على القوة والسيطرة. وكانت الأقمشة التي يفضلها ملوك فرنسا على سبيل المثال هي الحرير والبروكار المطرز برسوم الزهور أو بعض العلامات السماوية كالكرة الأرضية. أما أباطرة الصين، فكانوا يفضلون اللونين الأصفر والأبيض.


ولم يعد لزي الحاكم اليوم نفس الأهمية التي كانت في الأزمان الغابرة، فالحاكم مثله مثل من يحكمهم، كما صممت أيضا الأزياء الموحدة أو الUniform وهو الزي الموحد الخاص بأداء واجب ما كأزياء الجنود أو المضيفات أو رجال المرور.. الخ.

حداثة وتمرد:أما عن الزي الأشهر في عالمنا أي الجينز فله قصة طريفة، فقد تم ابتكاره في القرن التاسع عشر على يد الأمريكي ليفي شتراوس وقد أنتج هذا النوع من البنطلونات خصيصا لتحمل ظروف العمل الشاقة للباحثين عن الذهب ولرعاة البقر! Cowboys وقد تطور الجينز ليصبح زيا عمليا للشبا. وانتشر في جميع أنحاء العالم بين سنتي 1950 و1960.
ومع انتشار صيغة العمل والعمال بعد قيام الثورة الصناعية انتشرت أنواع معينة من الأزياء المتماشية مع حركة العمل "كالعفريتة" الزرقاء. وفي الصين أدت الثورة التي قادها "ماوتسي تونج" إلى توحيد زي الصينين جميعا وأصبح يتكون من سترة وبنطلون لونهما أزرق وارتدى هذا الزي جميع الصينين رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا، لكن ذلك بدأ يتلاشى منذ بدأت الصين سياسة الانفتاح على العالم في السنوات الأخيرة.
وفي مجتمعاتنا الحديثة استخدمت الأزياء كوسيلة للتعبير عن التمرد على التقاليد والمجتمع فظهرت على سبيل المثال بعد سنة 1968 مجموعات الهيبيز في أوربا. وبعد ذلك بعدة سنوات ظهرت مجموعات اليانكس الذين كان لهم وجود قوي في التسعينيات وتميزوا بملابسهم الغريبة وتصرفاتهم الأغرب.
ويبقى مفهوم الأناقة هو شغل الإنسان الشاغل في كل زمان ومكان، وتبقى الأناقة الحقيقية في البساطة وفي قدرة الإنسان على حسن اختيار الزي الذي يلائمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق