الموضه عبر التاريخ:

تطور الزمن وتطورت معه أشكال الملابس وأنواعها، فأصبحت هناك ملابس خاصة للحروب أو للعمل أو للصيد أو للرياضة. وظل الإنسان يطور ويبتكر ويكتشف أنواع الأقمشة، ويستخرج خامات ملابسه من الجلود أو المواد الزراعية أو المعدن ..الخ.
كما استخدمت الملابس أيضا للوقاية من الأمراض، في القرن السابع عشر، دمج الأطباء بعض الملابس وخاصة الواقية للصدر بعض الأعشاب العطرية وذلك للتخفي من حدة المرض، وكانت هذه الطريقة فعالة للغاية في وقتها، كما كانت بعض الملابس تستخدم للوقاية من "الأرواح الشريرة" لاعتقاد الإنسان القديم بأن المناطق المكشوفة من الجسم كالوجه واليدين والأرجل تكون كالإسفنج الذي يمتص الشرور وتؤثر فيه، لذا استخدم الإنسان أشكالا عديدة من الأقمشة الفاخرة المطرزة بالأحجار الكريمة كالدانتيل المطرز وغيره، لعمل حليات فخمة حول الرقبة أو أساور الأكمام، أو كأطر للجونلات وذلك لوقاية جسم الإنسان من الأرواح والقوى الشريرة.


واستخدم الإنسان أيضا الملابس والحليات كنوع من الوقاية الطبيعية للجسم، فعلى سبيل المثال، فراء الحيوانات لم يستخدم للزينة فقط، ولكن لإضفاء قوة الحيوان ودفئه على صاحب الفراء. وفي بلاد الشرق، كانوا قديما يلفون الطفل الحديث الولادة في قميص والده وذلك لمنحه القوة والبأس، أما في الصين، فالأطفال كانوا يرتدون أحيانا أشكالا لرءوس النمور والأرانب ذات العيون التي تكون على شكل أحجار ملونة وذلك لوقاية الطفل بصفة عامة. كما أن هنود أمريكا الجنوبية كانوا يرتدون أقنعة مرسومة وذلك لإخافة أعدائهم، ولحماية أنفسهم من الأرواح الشريرة.


ومنذ القدم وحتى الآن، اختلفت مقايس الجمال وتغيرت تغيرا جذريا، فما كان مستحبا في الماضي ربما أصبح اليوم غير ذلك والعكس صحيح. فلكل فترة زمنية مقايس خاصة للجمال، وبالطبع انعكس ذلك على الأزياء والملابس وطريقة ارتدائها. فعلى سبيل المثال، في العصر الروماني، كانت السيدات يضغطن صدورهن بقطعة كبيرة من القماش وذلك لأن الصدور الممتلئة لم تكن من مقايس الجمال حينئذ، أما في العصور الوسطى، فظهر "الكورسيه" وهو عبارة عن قطعة ملابس تشد الجسم وتضغطه وترفع الصدور وتعطي الجسد مظهرا متماسكا ومستديرا، وتطورت قطع الملابس التي تشكل الجسم حسب متطلبات العصر.


وفي إنجلترا، في بدايات القرن الثامن عشر انتشر زي ال Riding Coat "رايدنج كوت" أو ملابس ركوب الخيل، وانتشر ارتداؤها على أيدي بعض الشباب في ذلك الوقت حتى أصبحت من سمات ذلك العصر، وتطور اسمها حتى أصبح "الريدنجوت" وبعد فترة، أصبح هذا الزي من الأزياء الرسمية، وذلك في بداية القرن العشرين حتى اختفى تماما، وأصبح اليوم زيا من الأزياء المتحفية.


أما ال "تي شيرت" الزي القطني الحديث فله أيضا قصة تبدأ من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كان شكل ال "تي شيرت" يختلف عن ال "تي شيرت" الحالي القطني الملمس، واستخدمه الأمريكيون العاملون في البحرية الأمريكية، ثم انتقل استخدامه إلى طلاب الجامعات وخاصة جامعتي كاليفورنيا ولوس أنجلوس، وكان ذلك في العشرينيات ثم أصبح ال "تي شيرت" في الثلاثينيات يلعب دورا إعلانيا حيث يطبع عليه إعلان فيلم سينمائي أو اسم معسكر ما.. إلخ، وقد ساهمت الحرب العالمية الثانية في انتشار ال "تي شيرت" الذي كان يرتديه أفراد الجيش الأمريكي، فأنتج بغزارة، وشاع استخدامه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبفضل أفلام ال"روك أند رول" التي انتشرت في تلك الفترة أيضا أصبح ال "تي شيرت" رمزا للشبا. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق